#شعر | حمود البغيلي: من صبر في هذي الدنيا ربَح
الأدب الشعبيالآن ديسمبر 28, 2023, 2:46 م 7332 مشاهدات 0
هي قصيدة رائعة مليئة بالحِكم والصور الوصفية ،جاءت في سياق شعري سهل ممتنع ، لشاعر كبير هو حمود البغيلي صاحب العطاء الجم والمسيرة الزاخرة شاعراً ومحررا لصفحات الأدب الشعبي وقد استأذنته في نشر هذا النص بمضمونه الذي كم نحن بحاجة إلي مثله في زمن كثرة النصوص الذاتية البعيدة عن فلسفة الحياة وقضايا المجتمع :
١-من ربىَ مع كلب واستسعر نبَح
ولا تفيدك فزعة الكلب النبوح
٢-من طلع له قرن في راسه نطح
والجبل ماهزه القرن النطوح
٣-من كتب واخطا على اللوحه مسَح
ومن يجي لازم مع الدنيا يروح
٤-من درس واستوعب دْروسه نجح
ومن طبخ جدره على ناره يفوح
٥-الوفي ان شاف له طيبٍ مدَح
مايصير بْحزت الواجب شحوح
٦-والصديق الحر إذا رافق نصَح
مايخون ودايم لْربعه نصوح
٧-والحليم ان جادله جاهل سمَح
عادة الطيّب مع أصحابه سموح
٨-من صبر في هذي الدنيا ربَح
يحفظ اسراره بصدره مايبوح
* * *
محاولة في تأويل الأبيات:
١- قد تكون الكناية قاسية في مطلع القصيدة ، إلا أنها تنطبق على كل شخص سيئ الصفات لايؤثر فيه وفاء الآخرين مهما طال التعايش معهم ولايُرجى منه خيراً.
٢-من وجد الإمكانية "قرن" ليبطش أو ليخون فلن يتوانى عن ذلك "نطح"،لكنه لن يقدر على من يفوقه قوةً أو ذكاء.
٣-كل إنسان يصيب ويخطئ ، أو ينجح ويفشل ، فإذا أخطأ مسح خطأه بإصلاحه، وإن فشل تجاوز تبعات الفشل متطلعاً نحو النجاح، بيد أن الإنسان كائن زائل في نهاية الأمر.
٤- على غرار مقولة "من جدّ وجد" فمن يخطط لحياته ويحسن التخطيط ويستوعب التجارب يصل إلى خط النجاح، فكل عمل"من طبخ " أساسه الإتقان "ناره" يؤول إلى نتيجة إيجابية "يفوح".
٥- الوفيُّ لمبادئه لا يتواني عن إطراء صاحب "الطِّيب" فكأنما هو يطري نفسه كونهما متماثلين في الصفة الحسنة،وهو كذلك يتماهى مع مبادئه النبيلة في سرعة الاستجابة حين يستدعيه الواجب الإنساني.
٦-الصديق المتحرر من الأنانية والحسد لا يلتزم الصمت إزاء خطأ يرتكبه رفيقه ،إنما ينبهه إليه ناصحا . وهذا هو ديدنه مع جميع أصحابه.
٧- تطبيقاً للهدْي القرآني "وأعرض عن الجاهلين" ، يتلافي الرجل الحليم ذو العقل الراجح مجادلة الجاهل إذا أدرك أنه مستمر في جهله ولا يتقبل الحق أو يرعوي للمنطق.
ولفظة "سمَح" أي سمح منه وتركه.
٨- هي الدنيا بكل إغراءاتها لايربح فيها إلا من صبر عن الشهوات ، وصبر على الرزايا ، وصبر في السعي نحو إدراك آماله ، ولايظهر للناس "أسراره " ظروفه الصعبة ، بل يتجاوزها دون أن يعلم به أحد.
- المحرر-
تعليقات